غيب الموت هذا الأسبوع أديب عظيم الأثر واسع الثقافة قلما وجدت هذه الصفات في أديب آخر. انه الشاعر المبدع والكاتب الموسوعي جوزيف حرب الذي لم يتميز بالأغنيات الرائعة التي نظمها لفيروز امثال: "لبيروت من قلبي سلام لبيروت... من قمر، من صخرة كوجه بحار قديم" وغيرها من الأعمال التي تغنت بالجنوب والجبل والانسان.
في "أواخر الأيام" التي شاهدناها على محطات التلفزة في احدى دول الخليج العربي كان جوزيف حرب يتحدث عن شعراء وحكام في اواخر حياتهم، فإذا به ملما بأدق التفاصيل التي جبلة حياة أولائك الأدباء في أواخر أيامهم، وهو لم يستقها من كتاب "الأغاني" أو غيره من الموسوعات الأدبية. انما كان ذلك حصيلة دراسات معمقة في الثقافة العربية، فاجئتنا، نحن مدعي الثقافة، باننا نسبح في يم ضحل المياه.
جوزيف حرب المبدع العظيم لم تتعرف اليه الدولة ففاتها تكريمه بما يستحق، هو الأمين العام السابق لإتحاد الكتاب اللبنانيين، والرئيس السابق أيضا للمجلس السياسي في الجنوب أيام الحركة الوطنية. وهو اليوم يؤكد لنا انه كان أكبر من كل تكريم. فأعماله ستبقى منارة مضيئة في دنيا الثقافة اللبنانية والعربية.