بدايات الانتفاضات الشعبية


يتساءل كثيرون: كيف بدأت الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت الوطن العربي دفعة واحدة، ومتى؟

يجيب على هذا التساؤل الكاتب والصحافي البريطاني روبرت فيسك في جريدة "الإنديبيندنت" اللندنية صباح الخامس عشر من شهر نيسان عام 2011 بالآتي:

يظن معظم الناس أن واقعة الشاب العاطل عن العمل والذي منعته البلدية في إحدى بلدات تونس، من بيع الخضار على عربة، برغم كونه خريج إحدى الجامعات، المدعو "البو عزيزي". وإقدامه على الانتحار حرقا، هي السبب الأول لاندلاع الثورة التونسية، والتي أعقبها الثورة المصرية ثم ما حدث ويحدث في اليمن والبحرين وليبيا وأخيرا في سوريا. يؤكد هذا الكاتب الضليع في متابعة شئون الشرق الأوسط، ومؤلف كتاب "ويلات وطن" أن البداية لم تكن من تونس، بل من لبنان، إثر اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق الشهيد رفيق الحريري، حيث سارت في لبنان، من كافة المناطق وصولا إلى ساحة الشهداء في بيروت أكثر من مليون لبناني احتجاجا على هذه الجريمة، الأمر الذي أدى إلى خروج القوات السورية من الأراضي اللبنانية.

ويقول فيسك: كانت هذه التظاهرة المليونية العارمة، المليونية التي إستولدت تظاهرات مليونية مشابهة عارمة أخرى، وان لم تكن مليونية، في البحرين وسورية.

ما كتبه فيسك يؤكد حقيقتين. أولهما أن الوطن العربي وحدة متماسكة، ما يحدث في أية عاصمة منه، يترك أثرا في العواصم الأخرى وثانيهما أن العالم لم يعد بلدانا منعزلة عن بعضها. بل أصبح ما يجري في بلد ما يترك صداه في البلدان الأخرى، بفضل وسائل الاتصال الحديثة التي يؤمنها الإنترنت؛ الفيس بوك وتويتر وغيرهما من منجزات العلم الحديث، إضافة إلى أن المتداولين في هذه الشؤون هم من طلبة الجامعات ذوي العلم الواسع في مجريات الكون، والمعرفة العميقة والحس المجتمعي الذي يدرك أن العالم أضحى الآن عبارة عن قرية صغيرة.

0 التعليقات:

رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية